فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(7) {الماعون}: اسم للحاجة ممّا ينتفع به في البيت حقيرا كان أو ذا قيمة، قيل وزنه فاعول من المعن وهو الشيء القليل- قاله قطرب- أو هو على وزن مفعول- على القلب- والأصل اسم مفعول من عان يعون وحقّه أن يكون معون والأصل معوون ثمّ قدّمت عين الكلمة على فائها فقيل موعون ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها ماعون.

.الفوائد:

- الحضّ على الماعون:
اختلف العلماء في الماعون، فروي عن علي أنه الزكاة.
وقال ابن مسعود: الماعون: الفأس والدلو والقدر وقال مجاهد: الماعون العارية، وقال عكرمة: الماعون أعلاه الزكاة المفروضة، وأدناه عارية المتاع وقال محمد بن كعب القرظي: الماعون المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم. ومعنى الآية: منع البخل والزجر عنه.
قال العلماء: يستحبّ أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيران، فيعيرهم، ويتفضل عليهم، ويجوز الثواب. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(107) سورة الماعون:
مكيّة.
وآياتها سبع.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الماعون: الآيات 1- 7]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)}

.اللغة:

{يَدُعُّ} يدفع بعنف وجفوة وفي المختار: دعّ من باب رد. قال ابن دريد: دعّه ودحّه بمعنى واحد وأمرأة دعوع ودحوح وأنشد:
قبيح بالعجوز إذا تغدّت ** من البرنيّ واللبن الصريح

بتغّيها الرجال وفي صلاها ** مواقع كل فيشلة دحوح

وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابي:
قد أغتدي والليل في حريمه ** معسكرا في الغرّ من نجومه

والصبح قد نسّم في أديمه ** يدعّه بضفّتي حيزومه

دعّ الربيب لحيتي يتيمه

{الْماعُونَ} في المختار: الماعون اسم جامع لمنافع البيت كالقدر والفأس ونحوهما. وعبارة ابن خالويه: والماعون: الطاعة والماعون الزكاة والماعون الماء والماعون الحال والماعون الدلو والقداحة والفأس والنار والملح وما أشبه ذلك من المحلّات، وإنما سمّيت المحلات ماعونا لأن المسافر إذا كانت معه هذه الأشياء حلّ حيث شاء قال الراعي:
قوم على الإسلام لما يمنعوا ** ماعونهم ويضيعوا التهليلا

.الإعراب:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين} الهمزة للاستفهام وهي مع رأيت بمعنى أخبرني وقد تقدم ذلك كثيرا ويجوز أن تكون الرؤية قلبية فتتعدى لمفعولين أحدهما الموصول والثاني محذوف والمعنى هل عرفت الذي يكذب بالدين من هو وقيل الرؤية بصرية فلا حاجة إلى تقدير مفعول به.
{فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم} الفاء الفصيحة لأنها جواب شرط مقدّر والتقدير إن لم تعرفه فذلك، وقدّره السمين (إن طلبت علمه فذلك) وذلك مبتدأ و{الذي} خبره وجملة {يدعّ اليتيم} صلة، ومن الغريب أن ابن خالويه أعرب {الذي} نعتا لذلك ولم يشر إلى الخبر مطلقا مع أنه قال إن ذلك مبتدأ، وهناك أقوال وأعاريب أخرى ذكرها المفسرون طوينا عنها صفحا لأنها مجرد تكلف.
{وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ} الواو عاطفة و{لا} نافية و{يحضّ} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره هو أي الذي يدع اليتيم وعلى طعام المسكين متعلقان بـ: {يحضّ}.
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} الفاء الفصيحة أيضا أي إذا علمت أنه متّصف بهذه الصفات فويل أو فإذا كان الأمر كذلك فويل وهذا أولى من قول السمين إنها للسببية وقد فسّره بقوله: والفاء للسببية أي إن الدعاء عليهم بالويل متسبّب عن هذه الصفات الذميمة و{ويل} مبتدأ و{للمصلين} خبره.
{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} {الذين} نعت {للمصلّين} و{هم} مبتدأ و{عن صلاتهم} متعلق بـ: {ساهون} والجملة الاسمية لا محل لها لأنها صلة {الذين}. ونستبعد قول من تأولوا السهو عن الصلاة في الآية بأنه سهو في الصلاة، فليس السهو فيها بخطيئة ولا منكر ينذر معه الساهي بويل وكل مؤمن عرضة لأن يسهو في صلاته فينجبر هذا السهو فيها بسجود السهو أو بالسنن والنوافل على ما هو مقرر في الفقه.
{الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ} {الذين} بدل من {الذين} الأولى و{هم} مبتدأ وجملة {يراءون} خبر والجملة صلة {الذين} وجملة {يمنعون الماعون} عطف على {يراءون} داخلة في حيّز الصلة ومفعول {يمنعون} الأول محذوف أي الناس أو الطالبين و{الماعون} مفعوله الثاني. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة اليتيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {فذلك} الفاء جواب شرط مقدر، تقديره: إن تأملته، أو إن طلبت علمه، و{يدع} بالتشديد: يدفع، وقرئ بفتح الدال وتخفيف العين: أي يهمله، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الماعون:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الماعون: آية 1]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين (1)}
{أَرَأَيْتَ} الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله {الَّذِي} مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها {يُكَذِّبُ} مضارع فاعله مستتر {بالدين} متعلقان بالفعل والجملة صلة.

.[سورة الماعون: آية 2]

{فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم (2)}
{فَذلِكَ} الفاء الفصيحة واسم الإشارة مبتدأ {الَّذِي} خبره والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
{يَدُعُّ} مضارع فاعله مستتر {اليتيم} مفعول به والجملة صلة.

.[سورة الماعون: آية 3]

{وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3)}
{وَلا} الواو حرف عطف {لا} نافية {يَحُضُّ} مضارع فاعله مستتر {عَلى طَعامِ} متعلقان بالفعل {الْمِسْكِينِ} مضاف إليه. والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة الماعون: آية 4]

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)}
{فَوَيْلٌ} الفاء للسببية {ويل} مبتدأ {لِلْمُصَلِّينَ} خبر المبتدأ.

.[سورة الماعون: آية 5]

{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5)}
{الَّذِينَ} صفة المصلين {هُمْ} مبتدأ {عَنْ صَلاتِهِمْ} متعلقان بالخبر {ساهُونَ} خبر والجملة صلة.

.[سورة الماعون: آية 6]

{الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6)}
{الَّذِينَ} بدل من الذين السابقة {هُمْ} مبتدأ {يُراؤُنَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية صلة.

.[سورة الماعون: آية 7]

{وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)}
{وَيَمْنَعُونَ} مضارع وفاعله والمفعول الأول محذوف تقديره الناس {الْماعُونَ} مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة أَرَأَيْت ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث:
1539- الحَدِيث الأول:
«كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقع لَهُ السَّهْو فِي صلَاته».
قلت ورد فِي ذَلِك خَمْسَة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قال: «صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صَلَاتي الْعشي الظّهْر أَو الْعَصْر فَصلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد فَوضع يَدَيْهِ عَلَيْهَا يعرف فِي وَجهه الْغَضَب ثمَّ خرج سرعَان النَّاس وهم يَقولونَ قصرت الصَّلَاة قصرت الصَّلَاة وَفِي النَّاس أَبُو بكر وَعمر فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ فَقَامَ رجل كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُسَمِّيه ذَا الْيَدَيْنِ فَقال يَا رَسُول الله أنسيت أم قصرت الصَّلَاة قال لم أنس وَلم تقصر الصَّلَاة قال بل نسيت يَا رَسُول الله فَأقبل عَلَى الْقَوْم وَقال أصدق ذُو الْيَدَيْنِ فَأَوْمَئُوا أَي نعم فَرجع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى مقَامه فَصلى الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ سلم» انتهى.
الحَدِيث الثَّانِي:
رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَن عبد الله بن بُحَيْنَة قال: «صلى لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَامَ فَلم يجلس فَقَامَ النَّاس مَعَه فَلَمَّا قَضَى صلَاته وَانْتَظرْنَا التَّسْلِيم كبر فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس قبل التَّسْلِيم ثمَّ سلم» انتهى.
وَهَذَا رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده بِزِيَادَة فَقال ثَنَا شُرَيْح ثَنَا مُعَاوِيَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن سعد انه نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبحُوا بِهِ فَاسْتتمَّ قَائِما فَلَمَّا فرغ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ قال أَكُنْتُم ترَوْنَ أَنِّي أَجْلِس إِنَّمَا صنعت كَمَا صنع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم انتهى.
الحَدِيث الثَّالِث:
حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَنهُ قال: «صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الظّهْر خمْسا فَقيل لَهُ أَزِيد فِي الصَّلَاة قال وَمَا ذَاك قال صليت خمْسا فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سلم» انتهى.
قال القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَالصَّحِيح من الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي سَهْوه صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاة ثَلَاثَة أَحَادِيث أَولهَا حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ وَالثَّانِي حَدِيث ابْن بُحَيْنَة وَالثَّالِث حَدِيث ابْن مَسْعُود انتهى كَلَامه وَهَذَا الْكَلَام مَدْخُول بِالْحَدِيثين الآخرين.
الحَدِيث الرَّابِع حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنهُ «أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلى الْعَصْر فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات فَقَامَ رجل يُقال لَهُ الْخِرْبَاق فَقال لَهُ يَا رَسُول الله فَذكر لَهُ صَنِيعه فَقال أصدق هَذَا قالوا نعم فَصلى رَكْعَة ثمَّ سلم ثمَّ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ سلم» انتهى.
الحَدِيث الْخَامِس:
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن عشر من الْقسم الْخَامِس عَن ابْن خُزَيْمَة بِسَنَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَة بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: «صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمغرب فَسَهَا فَسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف فَقال لَهُ رجل يَا رَسُول الله إِنَّك سَهَوْت فَسلمت فِي رَكْعَتَيْنِ قال فَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة ثمَّ أتم تِلْكَ الرَّكْعَة وَسَأَلت عَن هَذَا الرجل فَقالوا هُوَ طَلْحَة بن عبيد الله» انتهى.
قال ابْن حبَان وَلَا تضَاد فِي هَذِه الْأَخْبَار فَإِنَّهَا صلوَات مُتَغَايِرَة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة فَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن الَّذِي أعلمهُ بسهوه ذُو الْيَدَيْنِ وَفِي خبر عمرَان ابْن حُصَيْن الَّذِي أعلمهُ الْخِرْبَاق وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن خديج الَّذِي أعلمهُ طَلْحَة ابْن عبيد الله انتهى كَلَامه.
وَفِي الْمعرفَة للبيهقي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه.
1540- الحَدِيث الثاني:
قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «لَا غمَّة فِي فَرَائض الله» قلت تقدم فِي سُورَة يُونُس أَيْضا وَذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء.
1541- الحَدِيث الثَّالِث:
وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «الرِّيَاء أَخْفَى من دَبِيب النملة فِي الليلة الْمظْلمَة عَلَى الْمسْح الْأسود».
1542- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة أَرَأَيْت غفر الله لَهُ إِن كَانَ لِلزَّكَاةِ مُؤديا»
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْقَارئ الْفَقِيه ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.